على وشك افتتاح مشروع جديد، تريد اختيار هيكل قانوني تنظيمي، تتساءل عن الفرق بين الشركة والمؤسسة، كيف يؤثر ذلك على طريقة تأسيس عملك وتطويره، هل الشركة والمؤسسة هما كيان واحد، هل هناك فروق جوهرية من حيث الإدارة والمسؤولية القانونية وكذلك التمويل، ما الذي يجعل الفرق بين الشركة والمؤسسة مهم لهذا القدر، ما الظروف التي تفرض عليا اختيار شركة وما الظروف التي لا تجعلني أختار مؤسسة.
إن كنت مستعد لاكتشاف الفرق بين الشركة والمؤسسة وكيف يؤثر هذا الاختيار على نجاح مشروعك، تابع القراءة لتعرف المزيد من الإجابات عن تلك الأسئلة.
الفرق بين الشركة والمؤسسة من حيث المفهوم
عندما نتحدث عن الفرق بين الشركة والمؤسسة من حيث المفهوم نجد فروق كبيرة تعبران عن أشكال مختلفة من التنظيم ولكنهما يختلفان بشكل كبير في الكثير من الجوانب الأساسية والتي تضح من هذان التعريفان:
1. تعريف الشركة
إنها لكيان تجاري تأسس بموجب قانون الدولة والهدف من إنشائه هو تحقيق الربح سواء بتقديم خدمة معينة أو منتج معين تبيعه الشركة وتستفيد من وراءه، إن الشركة تتكون من عدد كبير من الأفراد سواء كانوا مساهمين أم أنهم شركاء، يتفقون فيما بينهم على إدارة المشروع التجاري معاً ويتقاسمون الأرباح وكذلك الخسائر بحسب نظام الشركة فكل شركة تختلف عن نظيرتها.
إنها الكيان الأمثل لتوسيع النشاط التجاري وجذب العديد من الاستثمارات وكذلك تحقيق الأهداف التوسعية التي تسعى لها، تتنوع أنظمة الشركات وتتخذ أشكالاً قانونية كثيرة فنجد الشركة التضامنية وأخرى ذات المسؤولية المحدودة والشركة المساهمة وغيرها.
2. تعريف المؤسسة
المؤسسة هي كيان تجاري يملكه عدد صغير من الأفراد ويشرف على إدارته شخص واحد فصاحب المؤسسة هو المسؤول عن جميع جوانب العمل من حيث اتخاذ جميع القرارات سواء المالية منها أم الإدارية، المؤسسة بسيطة في هيكلها الإداري ولا تتطلب ادنى تعقيد في الإجراءات القانونية كالشركة.
المؤسسة هي كيان صغير وفي العادة لا تسعى للتوسع بشكل ضخم كالشركات والمسؤولية بشكل كامل تقع على عاتق صاحب المؤسسة، مثل المتاجر والمطاعم الصغيرة.
الفرق بين الشركة والمؤسسة من حيث الهيكل التنظيمي
عندما نلجأ للمقارنة بين الشركة والمؤسسة من حيث الهيكل التنظيمي فإننا نلاحظ وجود فرق شاسع في طريقة تنظيم الأعمال وكذلك إدارة العمليات، الهيكل التنظيمي يعني طريقة ترتيب الشركة أو المؤسسة لأوراقها ونعني بأوراقها هنا هي ترتيب الأفراد والموارد داخل الكيان التجاري وكيفية توزيع كلاً من السلطات وكذلك المسؤوليات، ويتضح الفرق بين الشركة والمؤسسة من حيث الهيكل التنظيمي في:
1. الهيكل التنظيمي للشركة
الشركات هي الأكثر تعقيداً في عملية التنظيم عن المؤسسة حيث تقسم المهام وكذلك المسؤوليات من خلال عدة إدارات والقرارات تصبح في يد أشخاص لديهم خبرة كبيرة وفي العادة تنقسم لنوعان هما:
-
الهيكل الهرمي
الهيكل الهرمي للشركة يضم مستويات متعددة في عملية الإدارة أي بشكل طبقي بمعنى أوضح، حيث الأعلى مجلس الإدارة ويليه مديرين تنفيذيين ومن ثم يأتي المدريين المتوسطين وفي النهاية الموظفين يقبعون في هيكل الهرم من النهاية.
-
الإدارة المتخصصة
هذا النوع من الإدارة يتواجد بشكل أكبر في الشركات الكبرى حيث يوجد أقسام فهذا مسؤول عن الإدارة المالية للشركة وهذاك مسؤول تسويقي وهو موجود في الموارد البشرية والمبيعات وبالتالي هذا التقسيم مفيد جداً لتخصيص المتخصصين لكل مجال وبالتالي يزيد من الكفاءة الإنتاجية للشركة.
2. الهيكل التنظيمي للمؤسسة
المؤسسة بدورها هي الأقل تعقيداً من الشركة وهيكلها في العادة هو هيكل بسيط ومباشر لأنها في العادة تدار من قبل شخص واحد لديه صلاحيات أو بعض الأشخاص المسؤولين، المسؤوليات للمؤسسة غير معقدة وأدوار الأشخاص هي أدوار بسيطة، وفي حالة النمو يضاف موظفين جدد للمساعدة.
الفرق بين الشركة والمؤسسة من حيث المسؤولية القانونية
إن كنت على وشك افتتاح مشروعك التجاري، دعنى نقول أن المسؤولية المسؤولية القانونية تؤثر بشكل كبير على عملية الإدارة وهي مختلف بين الشركة والمؤسسة بشكل كبير، إليك الفرق بين الشركة والمؤسسة من حيث المسؤولية القانونية:
-
المسؤولية القانونية في الشركة
يمكن أن تكون الشركة كيان قانوني مستقل ويمكنها أن تكون كيان مع صلاحيات واستقلالية وكذلك يمكنها أن تتضمن مسؤولية غير محدودة وذلك حسب نوع الشركة وتعاملاتها مع الأطراف الأخرى، فإن تحدثنا على أنها كيان قانوني مستقل فإننا نتحدث عن الشركة المساهمة او ذات المسؤولية المحدودة التي تتمتع بشخصية مستقلة أي لا يمكن مقاضاة الأفراد ولكن يمكن مقاضاة كيانها القانوني.
أما الشركة ذات المسؤولية المحدودة فإن لديها كيان قانوني مستقل أيضاً حيث أن المساهمون لا يتحملون المسؤولية عن ديون الشركة أو التزاماتها إلا بقدر مساهماتهم في رأس المال، ففي حالة حدوث أي عملية خسائر أو حتى مشاكل مالية فإن المسؤولية تذهب لحجم الاستثمار الواقع على الشركة.
هناك نوع آخر من الشركات وهي الشركة التضامنية وفيها تقع مسؤولية الديون على أصحاب الشركة أي أنه في حال تعرضها لمشاكل فإن الديون تقتنص من أصحاب الشركة نفسها حيث يتم الحجز على أموالهم الشخصية.
-
المسؤولية القانونية في المؤسسة
اصحاب المؤسسات المالك هو من تقع على عاتقه المسؤوليات بما فيها المسؤولية القانونية، المسؤولية القانونية تشمل، الديون والالتزامات المالية والإدارية، إن حدث وتعرضت المؤسسة لمشاكل قانونية أو مالية فإن المالك يتحمل المسؤولية الشخصية عن سداد الديون باستخدام أمواله الخاصة.
يتضح من المسؤولية غير المحدودة أن المالك يواجه مشاكل قانونية أكبر من صاحب الشركة، لأنه أي خطأ قانوني أو تجاري من الممكن أن يؤدي بأمواله الشخصية.
الفرق بين الشركة والمؤسسة من حيث الحجم
1. الشركة
إنها قادرة على التوسع بشكل أكبر وأسرع نظراً لوجود هيكل إداري معقد يحوي على الكثير من الموظفين والرتب المرتفعة، كما أن حجم الاستثمار فيها أكبر وهذا يعني زيادة في رأس المال بشكل أسرع نظراً لإمكانية التوسع في أسواق جديدة غير السوق المحلية.
2. المؤسسة
المؤسسة تميل في ذاتها لأن تكون محلية أو إقليمية في حالة التوسع لأن تمويلها يقتصر على مالك واحد فقط وفي بعض الأحيان تكون محدودة في تقديم منتجات أو خدمات محلية بعينها.
الفرق في الأهداف والتوجهات
1. الشركة
إن تحدثنا عن الفرق بين الشركة والمؤسسة فعلينا أن نذكر الفرق في الأهداف وكذلك التوجهات، الشركة الهدف من بناؤها في الأساس هو سعيها للحصول على عوائد ربحية وتوسيع نشاطها التجاري وبالتالي يزيد من حصتها السوقية وتنمو الحصة السوقية للشركة من خلال التوسع في أسواق جديدة وجذب المزيد من حيتان الاستثمار سواء من داخل المجال أم خارجه، الطامعين في الوصول.
2. المؤسسة
المؤسسة، تقدم خدمة أو منتج ولكن في نطاق محدود وكذلك ضيق، الهدف من تأسيسها قد يكون تحقيق دخل مستقر لصاحب الشركة بدلاً عن التركيز في فكرة التوسع في أسواق أخرى والنمو بشكلٍ أسرع، في الغالب صاحب المؤسسة له دور مباشر في النشاط اليومي للمؤسسة ويكون الهدف تحقيق الربح ولكن في نطاق محدود وضيق.
أيهما أنسب لك؟ الشركة أم المؤسسة؟
عندما تقرر أن تبدأ في مشروع تجاري معين فقد تجد نفسك أمام سؤال هام أيهما أختار الشركة أم المؤسسة ولكن ذلك يعتمد على احتياجك أنت، أهدافك التجارية وحجم مشروعك ونوع النشاط التجاري الذي تعمل به، فإليك حالات تختار فيها المؤسسة وحالات عليك اللجوء لشركة:
- اختر المؤسسة إن كان المشروع الذي تعمل عليه صغير أو ضيق مثل متاجر البيع بالتجزئة أو المطاعم الصغيرة، حيث لديك كامل الحرية في اتخاذ القرارات.
- اختر الشركة إن كان لديك طموح في غزو الأرض بمنتج معين تقدمه وبالأخص لو كان المنتج فريد من نوعه.
- إن كنت تخاف على أموالك الشخصية فإن الشركة هي الخيار المناسب لك ولكن اختر شركة لا تتحمل فيها المسؤولية عن الديون الشخصية مثل الشركة ذات المسؤولية المحدودة أو المساهمة.
- إن كان رأس المال الذي تبدأ فيه محدود فعليك اللجوء للمؤسسة لأنه في أحيان كثيرة تتطلب أنواع من الشركات رؤوس أموال للتأسيس.
- إن كنت من الراغبين في توزيع المهام كلٍ حسب مسؤوليته فإن الشركة هي الأفضل لأنها تتيح للمدراء والرؤساء التنفيذيين تحديد دور كل موظف وهو ما يجعل من السهل إدارة الأعمال الكبيرة.
الفرق بين الشركة والمؤسسة
العامل | الشركة | المؤسسة |
تعريف الكيان | هي كيان تجاري قانوني يتم تأسيسه من قبل مجموعة من الأفراد أو الشركات بهدف تحقيق الربح، يمكن أن تكون الشركة ذات مسؤولية محدودة أو مساهمة. | هي كيان تجاري يملكه ويديره شخص واحد أو مجموعة صغيرة من الأفراد، حيث يملك صاحب المؤسسة السيطرة الكاملة على جميع جوانب العمل. |
حجم العمل والنشاط التجاري | الشركات عادة ما تكون مناسبة للأعمال الكبيرة والمتنوعة التي تستهدف التوسع والنمو. | الأنسب للأعمال الصغيرة أو المحلية التي لا تتطلب هيكل معقد ولا تسعى للتوسع السريع. |
الهيكل التنظيمي | يحتوي على هيكل تنظيمي معقد يتضمن مستويات إدارية متعددة مثل المديرين التنفيذيين، الأقسام المتخصصة، والإدارات المختلفة. | هيكل تنظيمي بسيط، غالباً ما يقتصر على المالك أو فريق صغير من الموظفين. |
المسؤولية القانونية | المسؤولية القانونية في الشركات ذات المسؤولية المحدودة تكون محدودة بحجم المساهمة في رأس المال، أما في الشركات التضامنية، فإن المسؤولية غير محدودة. | المسؤولية القانونية غير محدودة، حيث يكون صاحب المؤسسة هو المسؤول الكامل عن جميع الديون والمشاكل المالية باستخدام أمواله الشخصية. |
المسؤولية المالية | في الشركات ذات المسؤولية المحدودة، تكون مسؤولية المالكين أو المساهمين محصورة في استثماراتهم فقط. | صاحب المؤسسة يتحمل المسؤولية المالية بالكامل عن كافة ديون المؤسسة، ولا توجد حماية من المسؤولية الشخصية. |
عدد الملاك | تضم الشركات عادة عدد من الملاك وهذا يعتمد على نوع الشركة ” مساهمة، ذات مسؤولية محدودة، تضامنية”. | المؤسسة غالباً ما تكون مملوكة ومدارة من قبل شخص واحد، مما يجعلها أكثر بساطة في التعامل. |
التوسع والنمو | الشركات لديها القدرة على التوسع والنمو بسهولة، سواء على مستوى محلي أو دولي، بفضل الهيكل المعقد وتعدد المساهمين. | التوسع في المؤسسة عادة ما يكون محدود، حيث يعتمد بشكل كبير على قدرة المالك على تمويل المشاريع والنمو. |
إدارة العمل | الإدارة تتوزع بين المديرين، المساهمين، ومجلس الإدارة، تتطلب عملية اتخاذ القرار وقت اطول نظرًا للهيكل التنظيمي المعقد. | صاحب المؤسسة يدير العمل بمفرده أو مع فريق صغير وهو ما يجعل اتخاذ القرارات أسرع وأكثر مرونة. |
التقارير المالية والضرائب | الشركات ملزمة بتقديم تقارير مالية معقدة وفقًا لمعايير محاسبية دقيقة ويجب أن تخضع للرقابة الضريبية بشكل دوري. | المؤسسات في الغالب ما تكون ملزمة بتقديم تقارير مالية بسيطة، ولا تحتاج إلى تعقيد إجراءات التقارير الضريبية. |
التمويل والاستثمار | يمكن للشركات جذب استثمار من المساهمين أو عبر بيع أسهم في السوق كما يمكنها الحصول على قروض كبيرة من البنوك والمستثمرين. | التمويل في المؤسسة يعتمد بشكل رئيسي على التمويل الشخصي للمالك أو القروض الصغيرة، يصعب جذب مستثمرين خارجيين مقارنة بالشركات. |
المرونة في اتخاذ القرارات | الشركات غالباً ما تكون أقل مرونة في اتخاذ القرارات بسبب الهيكل الإداري المعقد والموافقة من مجالس الإدارة أو المساهمين. | تتمتع المؤسسات بمرونة كبيرة في اتخاذ القرارات حيث يمكن للمالك اتخاذ القرارات بسرعة وفعالية دون الحاجة لموافقة من أحد. |
الحقوق القانونية | الشركات تتمتع بحقوق قانونية مستقلة عن الأفراد، ويمكنها التعاقد باسمها، الحصول على القروض، وتقديم الدعاوى. | المؤسسة ليست كيان قانوني مستقل، حيث يعتمد كل شيء على المالك، يتحمل المالك المسؤولية القانونية بشكل شخصي في جميع جوانب العمل. |
الضرائب | تخضع الشركات للضرائب بمعدلات معينة حسب نوع الكيان وحجم الأرباح، كما يتم فرض ضرائب على المساهمين عند توزيع الأرباح. | الضرائب التي تُفرض على المؤسسة تكون عادة أقل تعقيد، حيث يتم فرض الضرائب على دخل المالك بشكل مباشر. |
القدرة على بيع أو نقل الملكية | يمكن للمساهمين في الشركة بيع حصصهم أو نقل ملكية الشركة بسهولة من خلال بيع الأسهم أو حصة في رأس المال. | نقل ملكية المؤسسة صعب جدًا لأنه يعتمد على مالك واحد ولا يمكن بيع حصة فيها كما في الشركات. |
التسجيل والإجراءات القانونية | الشركات تتطلب إجراءات قانونية معقدة للتسجيل بما في ذلك إعداد الوثائق القانونية، تسجيل الأسهم، وإجراءات المراجعة. | تسجيل المؤسسة بسيط نسبياً ويقتصر على إجراءات قانونية أقل تعقيد مقارنة بالشركات. |
إمكانية التوسع العالمي | يمكن للشركة التوسع بسهولة في أسواق جديدة وعالمية بسبب هيكلها الكبير والقوي والقدرة على جمع الأموال. | التوسع الدولي في المؤسسة يعد تحديًا كبيرًا، حيث يقتصر نشاطها في الغالب على السوق المحلي أو الإقليمي. |
حجم العمالة | الشركات تعتمد على فرق عمل كبيرة ومعقدة، وتوظف عددًا كبيرًا من الموظفين وفقًا لمجالات العمل المختلفة. | المؤسسات عادة ما تحتاج إلى عدد قليل من الموظفين، حيث يتمركز العمل حول المالك وفريق صغير من العاملين. |
الأرباح والتوزيع | في الشركات، الأرباح توزع على المساهمين وفقًا لحصصهم في الشركة، ويمكن أن يتم إعادة استثمار الأرباح داخل الشركة. | في المؤسسة، جميع الأرباح عادة ما تكون من نصيب المالك، ويتم استخدامها إما لإعادة الاستثمار أو لتغطية النفقات الشخصية. |
التكلفة الإدارية | تكلفة إدارة الشركات عادة ما تكون مرتفعة بسبب الأجور الإدارية، وتعقيدات التقارير المالية، والمراجعات القانونية. | تكلفة إدارة المؤسسة أقل بكثير، حيث لا توجد حاجة لأجور إدارية معقدة أو تكلفة إدارة كبيرة. |