الشركة المهنية خيارك الأمثل لتحويل مهنتك إلى كيان قانوني ناجح

هل أنت طبيب أم مهندس أم محاسب مالي وتفكر في التحول من ممارسة فردية ليس لها اسم لأنها ناشئة إلى كيان  رسمي أكثر احترافية، كثيراً ما نسمع عن شركة المحامي الفلاني أو مركز طبي معتمد، أو مركز هندسي فاخر، كل تلك الكيانات هي تدعى الشركة المهنية، إنها الحل المثالي للتوسع والحصول على تمويل أكبر، مع التوسع الكبير في السوق السعودي باتت الكيانات تتحد معاً حتى تستفيد من خبرات بعضها البعض وحتى تكون منظمة قوية يسهل عليها أن تكون بارزة وترى من الجمهور.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الشركات المهنية، ولما يختارها المحترفون بدلاً من العمل الفردي، وهل يمكن لأي شخص أن يأسس مثل تلك الشركات أم يوجد شروط ومتطلبات يجب استيفاؤها، وهل هذه الشركة تختلف عن الشركات التجارية، كل تلك الأسئلة تجاب عليكم في السطور القادمة بجزء من التفاصيل.

ما هي الشركة المهنية؟

إنها كيان قانوني يتم تأسيسه من قبل أشخاص لهم خبرات مهنية في مجال معين كالمحامين أو المستشارين أو الأطباء أو حتى المحاسبين، يهدف هذا الكيان لتقديم خدمات مهنية في المجالات التي ذكرناها والأفراد الذين يعملون بداخله يحملون شهادات تشبه اقرانهم مع فروق بسيطة في الماجستير أو الدكتوراه وغيرها.

الهدف من إنشاء هذا الكيان هو تنظيم ممارسة المهن الحرة في إطار قانوني للعمل تحت اسم موحد وحتى تحقيق تكامل بين الكثير من المتخصصين في نفس المجال، هذه الشركة تخضع لقوانين خاصة وهي صارمة بعكس الشركات التجارية، ويشترط في مؤسسيها الحصول على تراخيص مزاولة المهنة من الجهات المختصة بهم في الدولة.

وفقاً للنظام السعودي فإن تأسيس شركة مهنية يخضع لقوانين الشركات المهيمنة الصادر من قبل وزارة التجارة ويحدد هذا النظام طريقة تأسيسها وإدارتها والأنشطة المعمول فيها، يتاح للشركات المهنية تقديم خدمات مهنية فقط ضمن تخصصاتهم ولا يحق لهم بيع أو تصنيع أو الاستثمار في القطاعات المختلفة.

تستطيع الشركة المهنية أن تكون ضمن مظلة الشركات الفردية أو الشركات التضامنية أو الشركات ذات المسؤولية المحدودة أو الشركات المساهمة، وهذا الأمر يحدده عدد الشركاء وطبيعية العمل المهني المقدم.

مميزات  تأسيس الشركة المهنية 

إن مثل هذا النوع من الشركات يقدم لأصحابه الكثير من المزايا الرائعة، فهل تساءلت لماذا تحتاج إلى شركة مهنية بدلاً من العمل الفردي، فإليك أسباب تجعلك تفكر في تأسيس شركة مهنية:

1. الاعتراف القانوني والاحترافية في السوق

تقدم الشركة المهنية لأصحابها على طبق من ذهب اعتراف قانوني واحترافية في السوق عن هذا الذي يعمل بمفرده، تخيل معي محامي يعمل بمفرده ومكتب محامي آخر لا يعمل بمفرده تحت ظلال مكتب محامي آخر من لديه الأولوية، المكتب هو من له الأولوية لأن به تخصصات مختلفة وكل منهم يكمل الآخر.

هناك عدد من المؤسسات والشركات لا تتعامل مع أفراد مستقلين حيث تفضل توقيع عقود مع شركات مسجلة بشكل رسمي في السوق.

2. فرص أكبر للحصول على مشاريع وعقود كبيرة

تأسيس الشركات المهنية يوفر لأصحابها فرص للمشاركة في مناقصات حكومية ومشاريع ضخمة كالشركات الهندسية التي تمنحها الحكومات لأصحاب الشرك المهنية.

3. توسيع الأرباح 

العمل الفردي مقتصر على شخص واحد، عند تأسيس شركة فهذا يعني توظيف المزيد من الأشخاص، فتح فروع جديدة وحتى يمكن إدخال مستثمرين لدعم الشركة وكل هذا يصب في مصلحة التوسع في النشاط التجاري وزيادة الربح.

4. حماية الأموال الشخصية وتقليل المخاطر 

في حال حدوث مشاكل وتراكم للديون، لا يمكن للديانة ملاحقة أموالك الشخصية، وفي حال تكبد الخسائر المالية الفادحة فإن الشركة هي من تتحمل المسؤولية وليس الفرد.

5. بناء علامة تجارية قوية وزيادة ثقة العملاء

العلامات التجارية اليوم في هذا العصر أصبحت ضمانة أن الشركات هي شركات ناجحة، يفضل الكثير من العملاء التعاون مع شركة مسجلة وهو ما يعكس الاستقرار والاحترافية الأكبر أثناء العمل الفردي.

6. سهولة الحصول على أموال وتسهيلات مالية 

عند المقارنة مع أنواع شركات مثل الشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة التوصية البسيطة فإن هذا النوع من الشركات يفوز في جذب الاستثمارات وكذلك الحصول على تمويلات بدون فوائد.

7. الاستمرارية 

تستمر الشركة المهنية حتى لو انسحب فرد من المؤسسين فيها حيث يمكن إضافة مدراء أو شركاء جدد، تقسيم الأدوار يتم بين الشركاء وفقاً لتخصص كل فرد وهو ما يسمح بالتركيز على تقديم خدمة بجودة عالية لأن هناك متخصص يقدمها.

عيوب تأسيس شركة مهنية

هناك عدد من المشاكل والمخاطر التي ستواجهك عند تأسيس شركة مهنية، تعتبر تلك المخاطر بمثابة عيوب وهي تتمثل في الآتي:

• قيود قانونية وتراخيص صارمة 

ليس لأي شخص الحق في تأسيس مثل هذا النوع من الشركات، إذ يجب أن يخضع العاملين فيها لمؤسسة، هناك تخصصات تتطلب الموافقة الإضافية من الجهة الرسمية قبل بدء العمل، هذا بالإضافة للقيود على ملكية الأجانب أو الشركاء غير المهنيين.

للتغلب على هذه العيوب عليك اتباع تلك الخطوات:

1. تأكد من حصولك على التراخيص المهنية المطلوبة قبل أن تبدأ في خطوة التأسيس.
2. أطلب المساعدة من محامي شركات حتى تتجاوز عقبة الإجراءات القانونية.
3. في حال أردت أن تستعين بشريك غير مهني فيمكنك تسجيله كمدير إداري وليس شريك مؤسس.

• ارتفاع في تكاليف عملية التشغيل أو التأسيس 

من المعروف عن الشركات المهنية أنها تتطلب رسوم قانونية مرتفعة جداً مقارنة بالعمل الفردي، حيث يحتاج الأمر لاستئجار مكتب، تعين موظفين ودفع تأمينات وزكاة سنوية، تكاليف تشغيلية كالمحاسبة والاستشارات القانونية والإدارة.

للتغلب على هذا العيب، أبدأ بشركة صغيرة وبعدها توسع بشكل تدريجي، ويمكنك البدء في البداية للعمل عن بعد ولا تنسى استغلال برامج الدعم الحكومي والتمويل للحصول على دعم مالي.

• المسؤولية القانونية العالية للشركاء

في بعض أنواع الشركات المهنية وبالأخص التضامنية منها يكون الشركاء مسؤولون بشكل مباشر عن ديون الشركة بشكل غير محدود، أي خطأ يؤدي للاحتجاز على أموالك الشخصية.

للتغلب على هذا العيب لا تختر شركة مهنية تضامنية، عليك اللجوء للشركة ذات المسؤولية المحدودة حتى تكون مسؤوليتك محددة برأس المال فقط.

• 4. صعوبة جذب العملاء في البداية

البدايات دائماً ليست جيدة للكثير من الشركات الناشئة وذلك لأن العملاء لا يثقون فيك كما يفضلون التعامل مع الشركات ذات الخبرات الواسعة وللتغلب على هذا العيب عليك بالآتي:

• استخدم التسويق الرقمي المتقدم لبناء علامتك التجارية مثل إنشاء موقع إلكتروني وملف على لينكد إن.
• إن كنت تقدم خدمات استشارية مثلاً فقدم خدمات استشارية مجانية في البداية حتى تجذب فئات معينة وليس فقط الاستشارات بل العروض بشكل عام.
• تعاون مع شركات أخرى لتحصل على عقود ومشاريع جديدة.

ما الفرق بين الشركات التجارية والمهنية

الشركات التجارية هي تلك التي تنشأ بهدف تحقيق ربح سواء من بيع خدمة معينة للجمهور أو تقديم خدمة معينة على أسرها تجذب فئة معينة لشراء منها تلك الخدمة، الشركات التجارية أيضاً تشمل الاستثمار في مجال معين كالتجارة العامة أو المقاولات أو التصنيع، يستطيع أي شخص أن يقوم بتأسيس مثل هذا النوع من الشركات دون الحاجة لترخيص مهني من الجهات المهنية المختصة.

الشركات التجارية يحق لها الاستثمار في قطاعات واسعة مثل الأسواق المالية، العقارات وبيع الأهم للمستثمرين، الإدارة الخاصة بها مرنة حيث يمكن تعيين لإداراتها غير متخصصين في المجال لإدارة العملية.

أما تلك الشركات المهنية فهي تلك الشركات المتخصصة في تقديم خدمات مهنية متخصصة تتطلب ترخيص قانوني كالمحاسبة أو الطب أو الهندسة أو المحاماة، ولا يمكن للأشخاص العاديين تأسيسها وعلى المؤسس أن يكون حاصل على ترخيص مهني معتمد من الجهات الرسمية المختصة.

إنها تخضع لرقابة مزودة من وزارة التجارة والهيئات المهنية المختصة ولا يمكن بأي حال من الأحوال ممارستها لأنشطة تجارية كالبيع والاستثمار خارج التخصص الذي تمارسه.

أنواع الشركات المهنية 

عند تأسيس شركة مهنية، يمكن اختيار الهيكل القانوني المناسب وفقاً لعدد الشركاء وطبيعة العمل، يسمح النظام السعودي بعدة أنواع من الشركات المهنية، حيث يتيح للممارسين العمل ضمن إطار قانوني منظم مع توزيع المسؤوليات والمهام بينهم، فيما يلي أنواع الشركات المهنية المتاحة في السعودية وفقًا لنظام الشركات المهنية الجديد: