في الآونة الأخيرة ومع طرح الحكومة السعودية العديد من المشاريع الاقتصادية الهامة لتقليل الاعتماد على النفط والنهوض بالاقتصاد المحلي، كان النصيب الأكبر للإصلاحات الضريبية لتكون يد العون لهؤلاء الشركات ومن بين الإصلاحات الضريبية التي حصل لها تغير جذري هو نظام ضريبة الدخل السعودي بمواده، النظام الذي يحدد الضوابط التي تنظم فرض الضرائب على الأفراد والشركات غير السعوديين، فإن كنت غير سعودي وترغب في افتتاح مشروع داخل السعودية، فعليك أن تلقي نظرة سريعة على تلك التشريعات.
في هذا المقال سوف نلقي نظرة سريعة على الفئات الخاضعة لهذا القانون والإعفاءات والحساب والكثير من التفاصيل الآخرى؛ تابع السطور القادمة.
ما هو نظام ضريبة الدخل السعودي؟
هو مجموعة من التشريعات القانونية التي وضعتها مصلحة الزكاة والضرائب والجمارك تحت إشراف وزارة المالية السعودية والهدف منه هو تنظيم فرض الضرائب على دخل الأفراد غير السعوديين سواء مقيمين داخل المملكة أم غير مقيمين، وينطبق النظام أيضاً على أي شركة أجنبية تحقق دخل من أي مصدر داخل المملكة.
يأتي النظام ليحقق العدالة الضريبة ويحدد النظام من خلال بنوده الفئات الخاضعة للضريبة وآليات احتسابها والإعفاءات المتاحة للشركة إن وجدت والعقوبات المفروضة في حالة المخالفة إن وجدت.
الفئات الخاضعة لضريبة الدخل في السعودية
بالنظر لنظام ضريبة الدخل السعودي فإن هناك فئات وكيانات ملزمة بسداد الضريبة ، وفقاً لما جاء عن المادة الثانية في النظام فإن الفئات تلك هي كالتالي:
- شركات الأموال المقيمية عن حصص المستثمرين الغير سعوديين، وهي تشمل بذلك الشركات المساهمة وتلك ذات المسؤولية المحدودة، وشركات التوصية بالأسهم، الضرائب تفرض على الأرباح العائدة للشركاء غير السعوديين.
- هؤلاء الأفراد الغير سعوديين الذين يقيمون في السعودية ويمارسون أنشطة أقتصادية أو مهنية ويمثلون رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الحرفية وأصحاب المهن الحرة وأي نشاط يقدم ربح.
- الأفراد الذين لا يقومون في المملكة ولكنهم يمارسون أعمالاً من خلال منشأة دائمة موجودة داخل المملكة وتشمل المنشآت تلك، الفروع والمكاتب التمثيلية وأي مواقع تجارية مستخدمة لإدارة العمليات داخل المملكة.
- الأفراد أو الشركات الذين يحصلون على إيرادات من داخل المملكة دون امتلاك منشأة بشكل دائم، يشمل ذلك الأفراد الذين يقدمون خدمات عن بعد أو هؤلاء المختصين بتأجير الممتلكات أو من يحققون الدخل من حقوق الملكية الفكرية.
- هؤلاء العاملون في قطاع استثمار الغاز الطبيعي وهذه المادة تضم الشركات والأشخاص الذين يعملون في هذا القطاع سواء المختصين في التنقيب عن الغاز أو انتاجه أو حتى معالجته حيث تخضع لـ 30% من الوعاء الضريبي.
- الأشخاص العاملون في قطاع النفط والمواد الهيدروكربونية، نظراً لأن هذا المجال مربح بشكل كبير فيتم فرض ضريبة مرتفعة على الأفراد العاملون به، ضريبية تصل لـ 85% على أرباح الشركات العاملة في هذا المجال.
كيفية احتساب الضريبة؟
وفقاً لنظام ضريبة الدخل السعودي الصادر عن وزارة المالية السعودية فإن خطوات حساب الضريبة بناءً على الفئات كالتالي:
1. تحديد الوعاء الضريبي
في البداية يحدد الوعاء الضريبي وهو عبارة عن قيمة المكسب الذي حصلت عليه الشركة ويسمى ” إجمالي الدخل” وهو يشمل أي إيرادات أو مكسب ناجم عن مزاولة النشاط، هذا الدخل يُحصل بعد خصم المصاريف الجائزة للخصم وهي تضم، المصاريف التشغيلية و الرواتب والإيجارات والاستهلاك وتكاليف البحث والتطوير وغيرها.
بحسبة بسيطة فإن:
الوعاء الضريبي = إجمالي الدخل − المصاريف الجائزة للخصم
2. تطبيق نسبة الضريبة وفقًا لنوع المكلف
بعد حساب الوعاء الضريبي، يتم احتساب الضريبة بناءً على النسب التالية:
| الفئة | نسبة الضريبة |
| شركات الأموال المقيمة (على حصة الشركاء غير السعوديين) | 20% |
| الأفراد غير السعوديين المقيمين ويمارسون نشاط تجاري | 20% |
| غير المقيمين الذين يحققون دخلًا من المملكة من خلال منشأة دائمة | 20% |
| المستثمرون في قطاع استثمار الغاز الطبيعي | 30% |
| الشركات العاملة في إنتاج النفط والمواد الهيدروكربونية | 85% |
تضرب هذا النسب في الوعاء الضريبي، فعلى سبيل المثال، إذا كانت شركة أموال مقيمة تمتلك أرباح خاضعة للضريبة بقيمة 10,000,000 ريال سعودي، فإن الضريبة تُحسب على النحو التالي:
ضريبة الدخل= 10,000,000× 20% = 2,000,000 ريال سعودي
3. خصم الضريبة المستقطعة إن وجدت
المقيمين في الخارج ولديهم مؤسسات في المملكة أو أي فرد مستفاد بخدمة وتحول له أموال للخارج يتم استقطاع جزء من المبلغ كضريبة ويشمل هذا:
- مدفوعات الإتاوة ونسبة الضريبة لها هي 15%.
- أما أتعاب الإدارة فنسبة الضريبة تبلغ 20%.
- خدمات الاتصالات الدولية وضريبتها تكون 5%.
- النقل الجوي والبحري ويفرض عليه ضريبة بنسبة 5%.
- أي مدفوعات أخرى تخضع لها الائحة فقد تصل لـ 15%.
4. الدفعات المعجلة وسداد الضريبة
إنها الضريبة التي تدفع في حالة تجاوزت الشركة حد معين من الدخل ويتم دفع الضريبة تلك خلال 120 يوم في نهاية السنة المالية وأي تأخير يعني فرض ضريبة 1% لكل 30 يوم تأخير.
الإعفاءات الضريبية في نظام ضريبة الدخل السعودي
قد تتساءل الشركات الناشئة داخل السوق السعودية عن الإعفاءات الضريبية داخل النظام وفي الحقيقية أن نظام الإعفاءات الضريبية داخل السعودية يضم الآتي:
1. الدخول المعفاة من نظام ضريبة الدخل السعودي
المادة العاشرة من نظام ضريبة الدخل السعودي تنص على أن هناك بعض أنواع الدخول التي لا تخضع للضريبة وهي:
- الأرباح التي نتجت من بيع الأسهم المتداولة في البورصة السعودية وهي إعفاءات بدورها تشجيع المزيد من المستثمرين الأجانب.
- في حال قام الشخص ببيع أي ممتلك شخصي له كالسيارة أو العقار ولكن يشترط في الأصل ألا يكون جزء من النشاط التجاري كعقارات الشركات وفي تلك الحالة تفرض ضريبية.
- أي تبرعات يتلقاها الأفراد أو الشركات لا تعتبر دخل دخل يخضع للضريبة.
- التبرعات التي تقدم للجمعيات الخيرية المرخصة.
- هناك إعفاءات ضريبية تقدم لبعض المشاريع الاستثمارية في المناطق الاقتصادية الخاصة أو ربما في قطاعات استراتيجية مهمة كالصناعات التحولية أو المشاريع المتوسطة والصغيرة والمشاريع التي بدورها تدعم رؤية 2030.
2. الإعفاءات الخاصة بالشركات والأفراد
هناك بعض الفئات التي تستفيد من الإعفاءات الضريبية سواء كانت تلك الإعفاءات كاملة أو حتى جزئية ومنها:
- أي شركة سعودية يمتلكها بالكامل مواطنين سعوديين، لا تدفع ضريبة دخل ولكنها تخضع للزكاة فقط، أما الشركات التي بها شركاء غير سعوديين فإن حصصهم تخضع لنظام ضريبة الدخل السعودي ويطبق عليهم النظام.
- المؤسسات الخيرية وتلك المنظمات غير الربحية، لا تدفع ضرائب على دخلها ولكن بشرط واحد، وهو أن تكون مرخصة من الجهات المختصة في المملكة.
- الموظفين داخل القطاع الحكومي أو الخاص من غير السعوديين، لا توجد ضريبة دخل على أي راتب أو أجر ولكن الضريبية تفرد على كل من يملك نشاط تجاري.
- بعض الشركات الخاصة بالتعدين تحصل على إعفاءات ضريبية مؤقتة وبالأخص لو كانت تعمل وفق اتفاقيات استثمارية مع الحكومة.
3. الإعفاءات المتعلقة بالمصاريف والتكاليف
إنها الجزء الخاص بحقوق العمال والتبرعات وغيرها ويقوم النظام بخصمها للتخفيف عن الشركة حيث:
- يمكن للشركات خصم التبرعات التي تقدمها للجمعيات الخيرية المرخصة من وعائها الضريبي.
- يمكن للشركات خصم الديون المعدومة التي لا يمكن تحصيلها عند حساب الضريبة المستحقة.
- يتم إعفاء أو تخفيض الضرائب على النفقات المخصصة للأبحاث والتطوير في بعض القطاعات.
التحديات التي تواجه نظام ضريبة الدخل في السعودية
هناك عدد من التحديات التي تقف عائق أمام قدرت النظام على تحقيق أهدافه الاقتصادية وتشمل تلك التحديات الآتي:
1. تحديات الامتثال والالتزام الضريبي
هناك بعض الشركات وبالاخص الصغيرة منها تجد صعوبة كبيرة في الامتثال للنظام بسبب التعقيدات المحاسبية وصعوبة فهم اللوائح القانونية، كما أن البعض يتأخر في تقديم الإقرارات الضريبية وبالتالي غرامات مالية ضخمة والبعض الأخر يتهرب من الضريبة عبر تقديم بيانات غير دقيقة.
الحل:
يفضل الاستعانة بـ افضل محامي في السعودية الموجود لدى موقع بوصلة القانون، سيساعدك في فهم الكثير من حقوقك القانونية وتقديم الإقرارات الضريبية، أما فيما يخص النظام فيفضل نشر حملات توعية من فترة لأخرى.
2. تأثير الضرائب على جذب الاستثمار الأجنبي
هناك بعض الشركات الأجنبية قد تجد أن هناك بعض القطاعات في السعودية ترتفع فيها قيمة الضرائب مثل قطاع النفط والغاز الطبيعي، هذه الضرائب الضخمة تمثل عائق استثماري كبير مقارنة مع دول أخرى تقدم حوافز ضريبية جذابة.
الحل:
يفضل أن تقدم السعودية إعفاءات ضريبية مشروطة للشركات التي تساهم في تطوير الاقتصاد السعودي والقيام بتحسين الاتفاقيات الضريبية مع الدول الأخرى.
3. تحديات فرض الضرائب على الاقتصاد الرقمي
مع النقلة الكبيرة في التكنولوجيا، فإن نظام ضريبة الدخل السعودي يقف عاجزاً عن تحديد مصادر الخدمات الرقمية كالبرمجيات والاستشارات الإلكترونية والإعلانات الرقمية، وتحصيل الضرائب من شركات لا تمتلك مقر هو الأصعب.
الحل:
مواكبة نظام ضريبة الدخل السعودي لتلك التطورات وتعديله ليشمل ضريبة على الخدمات الرقمية لضمان عدالة النظام الضريبي والتعاون مع الجهات الدولية لتطوير سياسات ضريبية تتناسب مع طبيعة الاقتصاد الرقمي.
